أنا وأنت مع خيارات التقنية، أصبحنا نملك إمكانيات كبيرة للتعبير، والتأثير في من حولنا، والبوح بما يجول في خواطرنا، والتلاقي مع من يحملون أفكاراً مشابهة لنا، مما يمكننا من إعادة صياغة واقعنا، أو على أقل تقدير قضاء وقت ممتع مع تعليقات طريفة أو مفيدة بدرجة ما، ولكن التحدي لم يعد في نشأة المدونة، ولكن في السؤالين اللذين يدوران في أذهان كل من وجد لنفسه موطئ زر على الشبكة: هل تريد أن تطور المدونة الخاصة بك؟ وهل تبحث عن طرق جديدة لجذب المزيد من القراء وإبقائهم على صلة بمدونتك؟
هكذا تكلم المدونون:
كنت قبل فترة بسيطة أتحدث مع مجموعة من المدونين، ووجدت أن أصعب مشكلة تواجههم هي: كيفية إيجاد إستراتيجية لتطوير مدوناتهم، وكيفية جعلها مصدراً يُعتمد عليه، أو على الأقل زيادة عدد القراء، وهو أمر صعب نوعاً ما، ما لم نفهم بعض الطرق والأمور للوصول لهذه النتيجة.

ما الحل؟

1.    اعرف أهدافك التدوينية
قبل البدء في التدوين أو إن كنت مدوناً حدد أهداف معينة لمدونتك؛ ما الذي يمكن تقديمه وماذا يميزك عن غيرك، وبين الحين والآخر راجع هذه الأهداف و قس مدى تنفيذها في الفترة الماضية و الشيء الجديد الذي ستقدمه في الفترة القادمة.
2.    كن أنت لقراءك
المفتاح لبناء أثر قوي لدى  القارئ، هو خلق المحتوى الذي يتطابق مع احتياجات القراء. ووجود رأي للمدون تجاه قضية ما يأخذ القراء لنظرة أبعد من الواقع الذي يعرفونه، وتغطي جوانب معينة، قد لا يلمسها الكثير، ستجد القراء حينها يتفاعلون معك في طرح المزيد إن كنت ناجحا في تحقيق ما يحتاجونه.
3.    عرّف عن نفسك
صمم لك صفحة شخصية تكتب فيها اهتماماتك ومعلومات التواصل مع الجمهور، يمكنك أن تسميها “من أنا” أو “للتواصل” أو “عني” مثلاً، وهذه المعلومات هي التي يستطيع أي شخص الحكم على جزء من شخصيتك وميولك والدافع لكتابة المدونة والدخول في هذا العالم. حاول تحديد بعض الأهداف التي ستقدمها وما الذي تطمح للوصول له وإن أردت تحديد عملك وتخصصك فلك ذلك في حال كتابة المدونات المتخصصة التي تكتب في موضوع واحد أو تركز على الأغلب على طابع واحد من الموضوعات.
4.    اكتب عن ما تحب الكتابة عنه
يقال أن أفضل نصيحة تستطيع أن تعطيها أي شخص يبدأ التدوين أن يكتب في شيء يحبه ويتحمس له ويعطي الاستمرارية فيه. وفعلاً، قد تلمس ذلك في بعض المدونات حيث تجد بعض الأسرار التي تدفعك لإكمال المدونة من بدايتها إلى نهايتها، بينما يفقد موقع آخر ذلك بسبب عدم وجود حماس بالكتابة وعدم الاستمرارية في طرح المضمون على المدونة.
5.    المسودات .. الأفكار السريعة
بعض الأحيان، أنشغل كثيراً لإعداد موضوع معين أريد تقديمه في مدونتي، فأجد نفسي ملزماً بكتابة الأفكار التي تخطر على بالي في مسودة داخل مدونتي، وأجمع كل الأفكار المتعلقة بهذا الموضوع في هذه المسودة، وفي حال تكامل الأفكار أجلس لصياغة التدوينة، وتقديمها لقراء المدونة.
6.    موضوع رئيسي ونقاط فرعية
في حال كتابة موضوع ما، من الأفضل كتابة أفكار رئيسية بخط عريض كعنوان بارز، ومن ثم كتابة الأفكار التي تندرج تحتها، وتسهل هذه العملية المرور السريع للمدونة، في حال قراءة سريعة لأبرز النقاط المعروضة، وكذلك تعطي راحة للعين وتنسيق الأفكار للقارئ أو الزائر بالمدونة.
7.    اكتب بتفصيل وإسهاب كبير
إذا كنت تمتلك تخصصاً معيناً أو خبرة ما، تشعر بأنك متميزا فيها، صمم قسماً خاصاً بتدوينات تذكر فيها تفاصيل وتجارب قد يكون لها مخزون كبير، وانفراد في الطرح على مستوى الإنترنت، خاصة في المحتوى العربي على الانترنت. أنت الآن تخاطب جماهير على الانترنت يقدّرون الجهد الذي تبذله في نقل ما تكتبه إليهم.
8.    قم بتحديث وتعديل الأفكار والتدوينات السابقة
الكثير من المدونين ينشغلون في عدم الرجوع لما كتبوه سابقاً فيبقى المحتوى منشوراً دون تحديثه إما في تناول فكرة جديدة أو موضوع من زاوية أخرى بسيطة، و يمكن للمدون كتابة كلمة “تحديث” وتاريخ التحديث في الموضوع الذي يكتبه ليلفت انتباه القارئ. ويمكن الإشارة لذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، ليس الأمر ضرورياً لذكر ذلك، ولكن إن كانت الفكرة جديدة وستساعد الجمهور للتعرف على المزيد عنها، فلا تتردد.
9.    احترم جمهورك
الكثير من النوافذ المنبثقة انتهى زمانها في عصر الإنترنت، وتجد البعض يستخدمها، وما يزال. وأقصد بالاحترام هنا؛ أن نعطي للزائر راحة في التصميم، واختيار العناوين والألفاظ. فبقدر ما نكتب، علينا أن لا نعقد الأمور في التصميم، ولا حتى في القدرة على قراءة الموضوعات. يجب أن نعرف أننا نقدم خدمة مجانية نشارك فيها الآخرين في فضاء أفكارنا واهتماماتنا وتخصصنا.
10.    اكتب للناس ولا تكتب لمحركات البحث
البعض يعتقد أنه حينما يكتب أي شيء فإنه سيجذب محركات البحث لزيادة قراء مدونته، ونحن نقول أننا لو كتبنا للناس فهو الأساس. اكتب لعقول الناس وقدرها، ولا تنشغل بمحركات البحث، قدم أمراً جديداً ومفيداً و ستجد الزوار يقبلون على مدونتك وستزداد زياراتها. المهم أن تضع هذه الفكرة قبل بدء كتابتك لأي تدوينة.
11.    الإجابة على أسئلة الجمهور
الكثير من الناس تدخل مدوناتنا، وتعلق على أحداث، أو أخبار معينة، وقد تكون هناك الكثير من الأسئلة التي قد تضيف الإجابة عليها أمراً جديداً، لذا لا تبخل بالرد على أحد في تقديم خبرتك ومواصلة التعليم، وحاول دعم ذلك بمواد مفيدة تضيف لهم شيئاً في مخزونهم المعرفي.
12.    كن  نشطاً في المجتمعات التدوينية والمدونات الأخرى
هناك العديد من المجتمعات التدوينية، و من أشهرها مثلاً موقع http://itoot.net  بإمكانك  طلب الانضمام في الموقع وتسجيل تصنيف مدونتك حسب الاهتمام الذي تكتب فيه.
وفي حال إضافة موقعك ستجد أن عدد القراء سيزداد بسبب تواجد عدد من المهتمين بمدونتك وفي نفس الوقت سيتم عرض كل شيء جديد على موقع آي توت مباشرة فور عرض أي محتوى تنشره على موقعك.
إلا أن هناك أمرا آخر، يزيد من عدد القراء في مدونتك، وهو التعليق في المدونات الأخرى، وأنصح بنشر محتوى جديد في حال تعليقك على أي موضوع تنشره حتى يتمكن الزوار من التفاعل مع آخر موضوعاتك التي تنشرها.
13.    قلل الحركات والصور الرمزية المتحركة
هناك الكثير من الصور التي لا تريح العين، ومنها الصور المتحركة المزعجة للقارئ للوهلة الأولى، وهي تشتت القراء، وتفقدهم القدرة على التركيز. حاول اختيار الصور المعبرة والمتعلقة بالموضوع الذي تكتبه.
14.    شاهد ما يكتبه الآخرين
يمكنك قراءة المدونات الأخرى التي تكتب في نفس مجالك، ويمكن أن تنفرد بطرح جديد، لا طرح تقليدي. وأعني بذلك أن الكثير من المدونين يلجؤون لتكرار الأفكار والمضمون، والقارئ دائماً يبحث عن التميز في الكتابة والطرح وتناول الموضوعات، وأنصح هنا بقراءة التدوينات التي تكتب على سبيل المثال لا الحصر لمحرك قوقل المتعلق بالمدونات
http://blogsearch.google.com
15 . استمع لخبرة غيرك في التدوين
لكل مدون طريقة معينة في الكتابة وتناول الموضوعات. حاول التواصل معهم، والاستفادة منهم، وكذلك احرص على التعرف على من يكتب في مجالك، هذه الفرصة ستعطي دفعة لك ولهم للمواصلة في الكتابة حول المواضيع التي تتناولونها، ولربما ستقدمون شيئاً جديداً في حال تبادلكم الأحاديث والأفكار. ومن خلال تجربة شخصية، فأكثر ما أستند إليه في تدويناتي المتعلقة بالإعلام، هو تبادل أحاديث مع مدونين وإعلاميين، حيث أستفيد من أفكارهم، وأجمع بعضاً منها في تدوينة أنفرد بعرضها وطرحها.
تذكر أخيراّ؛ خبراتك هي التي ستفتح أمامك طرق النجاح، تعلم واستخلاص التجارب أمر مهم للغاية، حاول وستصل، لكن اجعل نصب عينك تقديم المفيد، وازرع النية الصالحة، لتنال عطاءً ممتداً.
16. اكتب لي ما تريد سأتابع الردود باستمرار وسأتواصل معك في أي شيء تحتاجه