ليلة الدخلة!!ليلة العمر، ليلة البناء، والليلة الموعودة

ليلة الزفاف هي ليلة تعددت أسمائها، هي ليلة العمر، ليلة البناء، والليلة الموعودة، و…، يتشوق إليها العريس والعروس، ويتقدمان نحوها بكثيرة من السعادة الممزوجة بالدهشة والخوف والقلق مع قليل من التوتر، ووراء كل منهما أفكار وخلفيات عما يحدث في هذه الليلة، مما تناقلته الألسن أو أسرّ به الأصدقاء أو ما باحت به بعض الكتب ؟؟
ليلة الزفاف او الدخلة هي البداية الفعلية للحياة الزوجية وفيها يتم أول اتصال جنسي بين الزوج وزوجته ومن المفروض أن تتم الأمور بشكل عادي وهادئ..لكن معظم الشباب يعاني من جهله معرفة التصرف الصحيح واللائق في تلك الليلة ويجهل ماذا يمكن أن يحدث وكيف يمكن أن يتصرف بالخيال الخاص وبطبيعة شخصية كل منهما في مواجهة الأمور، كل ذلك يسهم في صناعة تلك اللحظة، وما يمر فيها من مشاعر ومايكتنفها من أحداث .. إلا أن السؤال القديم الحديث الذي يظل مطروحا، هو: كيف نصل إلى ليلة زفاف سعيدة وناجحة؟ وكيف نتقي حدوث الفشل؟ أو قل كيف نعد العروسين لاستقبال هذه الليلة؟ وذلك بخصوص المسألة الجنسية على وجه التحديد.
يجب أن نأخذ في عين الاعتبار أن هذه الليلة عادية!
أول شيء يجب أن يعلمه العريس والعروس هوأن هذه الليلة بالرغم مما حولها من هالة وتضخيم لأحداثها هي ليلة عادية جدًا، كل ما زاد عليها أنهما قد أغلق عليهما باب واحد، ولكن لم يتغير شيء في المسألة أكثر من ذلك، فلا هو قد تحول إلى وحش كاسر، ولا هي تنتظر منك أن تفعل الأفاعيل.. إن كلاكما يجب أن يهدأ هو أولاً ويهدئ الطرف الآخر.
ولايوجد أي أمر بالقيام بالاتصال الجنسي في تلك الليلة، وإنما هو نوع من الأعراف، وإن القيام بالأمور العادية في ظل الإرهاق والتعب والأعصاب المشدودة يؤدي إلى نتائج عكسية فكيف بالجنس وهو يحتاج إلى نوع من الراحة النفسية والأعصاب الطبيعية. لذلك نخلص من هذه النقطة أن المطلوب هو راحة جسدية ونفسية وإنسجام عاطفي جنسي قبل اللقاء الأول بين الزوجين.
وأهم نقطة في هذا الهدوء أننا لسنا بصدد معركة حربية أو موقعة مصيرية يجب إنجازها في هذه الليلة، خاصة وأنه في بعض من أجزاء وطننا العربي ما زالت هناك العادة المستنكرة لرؤية الفراش أو الغطاء وقد تلوث بالدماء دلالة الشرف والعفة..! مما يضغط على أعصاب الزوجين في ضرورة إنجاز المهمة وإلا حدثت الفضيحة، وتحدث الناس عن فشلهما الذريع، يجب أن يفهم العروسان أننا بصدد لقاء طبيعي بين زوجين متحابين، إذا تركا الأمر لمشاعرهما الطبيعية، ولتتابع الأحداث دون أي توتر أو تكلف فإن النتيجة الطبيعية المؤكدة هي تمام اللقاء بحب دون الانشغال بالنصر أو الهزيمة فيما يبدو كمعركة حربية.
المرحلة الثانية هي مرحلة التهيئة للعملية الجنسية
ومن ثم تأتي المرحلة الثانية وهي التهيئة للعملية الجنسية الأولى ويكون ذلك بالكلام والملاطفة والضحك ومحاولة التخلص من الارتباك والخجل، ثم المداعبات والقبلات والغزل ولفترة ليست بالقصيرة لأن أغلب الرجال يتعاملون مع المرأة كما يتعامل الصياد مع الفريسة فيستعجلون في الإيلاج قبل أن تتهيأ المرأة للجماع، إذ أن النساء عموما يحتجن إلى تهيئة أطول من الرجال وعندما يقوم الرجل بالإيلاج لأول مرة ولم يقم بتهيئة زوجته جيدا يتسبب لها ذلك في آلام جسدية ونفسية ولا يتم الأمر بشكل جيد، لأن عملية الإتصال الجنسي الأولى في حياة المرأة لها أهمية ومكانة كبيرة عند النساء وتعتبر من الأحداث الكبيرة في حياة الزوجة ويجب على الزوج مراعاة ذلك وألا يتعجل الإيلاج قبل التهيئة المطلوبة
معلومات علمية لابد على الشاب أن يكون على علم بها
يجب أن يتعلم الشاب التركيب التشريحي لأعضاء المرأة التناسلية، وذلك لأن غياب هذه المسألة يؤدي لعدم إدراكه ماذا يفعل وكيف وأين؟ وهي شكوى متكررة لكثيرمن الشبان، -بل ومن الشابات- الذين فشلوا في أول يوم وهي أنهم لا يعرفون المكان الصحيح للجماع لعدم درايتهم بالصفة التشريحية حيث إنه في الغالب يذهب إلى مكان خاطئ فيلقى مقاومة، وتشعر الزوجة بآلام شديدة لا علاقة لها بالعملية الجنسية ذاتها، ولكن بالخطأ في الممارسة نفسها ويرتبط بذلك أن يعرف الطرفان الوظائف الفسيولوجية لأعضائه وأعضاء الطرف الآخر؛ حيث يجهل كثير من الشباب ماهية الدورة الشهرية، وأسباب
حدوثها، وفترة الإخصاب والتبويض، وفترة الأمان في النكاح. وكذلك الفتاة لا بد أن تعلم ما هو الانتصاب والقذف وكيف ومتى يحدث، وهذا يحتاج في فترة ما قبل الزفاف لقراءة علمية أو سؤال طبيب متخصص. وهي أمور مهمة جدًا لحدوث حياة جنسية ناجحة.
لا آلام: ماهو غشاء البكارة ؟؟
وفي هذه النقطة نؤكد للشابة أنه لا ألم ولا نزيف بالشكل الشائع في الثقافة المتداولة؛ لأن مسألة الألم والنزيف أكثر ما يقلق البنات في هذه الليلة.. سواء لأنها سمعت ذلك من زميلاتها اللاتي سبقنها في هذة التجربة، ويردن أن يضفين جوًّا من الإثارة على أحداث الليلة فتتحدث عن الألم الذي شعرت به، والدماء التي نزفت بغزارة و…و… والمسكينة الجديدة ترتعد فزعًا، وهي لا تعلم أن صاحبتها تبالغ وتختلق، أو تكون الوقائع التي حدثت لبعض جاراتها أو مثيلاتها لا يُقاس عليها؛ حيث تكون هناك أسباب مرضية غير طبيعية هي التي أدت إلى حدوث النزيف الحاد أو الألم غير المحتمل.. أما في الحالات الطبيعية فلا ألم ولا نزيف.
وموضوع النزيف من الأمور التي يجب أن يفهمها العريس حيث إن كثيرًا من الشبان يتخيل مسألة فض البكارة.. مذبحة بشرية ينتج عنها دماء كثيرة وينتظر صاحبنا الدم أو يبحث عنه فلا يجد؛ فتثور ثائرته أو على الأقل تثور شكوكه!! وهنا يجب أن يتعلم الشاب ماهية غشاء البكارة؟ وما معنى الفض؟ وما كمية الدم المتوقعة؟وكيف يكون شكلها؟. فلا بد أن يعلم أنه غشاء رقيق يتغذى ببعض الشعيرات الدموية، وأن عملية الفض تؤدي إلى تمزق هذا الغشاء جزئيًا مع انفجار بعض هذه الشعيرات الدموية الدقيقة وعليه تكون كمية الدماء المتوقعة نقطة أو نقطتين، فإذا أضيفت إليها الإفرازات الطبيعية التي تفرزها المرأة فإن الناتج في أغلب الحالات هو بقعة من الإفرازات تتلون بلون وردي خفيف قد يحتاج إلى جهد لرؤيته إذا لم يكن لون الفراش أبيض.
لا تتعجل في فض الغشاء بل لابد من مقدمات
على العريس عدم التعجل في هذه الليلة خاصة، وبصورة عامة وأن هناك مرحلة مهمة يغفلها كثير من الشباب في علاقتهم الجنسية وتؤدي إلى الفشل، وهي عملية التهيئة النفسية والجسمية قبل الشروع في العملية الجنسية الكاملة، وهي مانسميه “بالمداعبة” سواء اللفظية أو الحسية، وأنها يجب أن تأخذ وقتها الكافي دون نقص أو زيادة، لأن النقص: يجعل المرأة غير مهيأة لعملية الجماع، وهذا خاصة في أيام الزواج الأولى حيث لم تتعود المرأة بعد على الممارسة الجنسية، وتغلب عليها مشاعر التوتر والاضطراب، وربما الخجل أو الألم أكثر من الاستمتاع والإثارة ولكن بعد فترة تعتاد الأمر وتبدأ في الاستمتاع به.
ولذلك لم يغفل القرآن الكريم هذه العلاقة فيقول الله تعالى: “نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ” سورة البقرة آية 223. ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول: قيل وما الرسول؟ قال: “القُبلة والكلام”، وقال ثلاث من العجز في الرجل وذكر منها أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها قبل أن يحدِّثها ويؤانسها فيقضي حاجته منها قبل أن تقضي حاجتها منه.أما الزيادة في التهيئة: فتؤدي إلى الإثارة التي قد تؤدي إلى تعجل الرجل ماءه قبل استكمال عملية التواصل الكامل أو وصول المرأة إلى قمة متعتها، مما يسبب لها آلامًاعضوية ونفسية تجعلها تحمل ذكريات سيئة للعملية الجنسية قد تصل إلى النفور التام منها مع الوقت. وهذا أمر يجب أن يتعلمه الطرفان بحيث يتعرف كل طرف على ما يحب ويسعد الطرف الآخر.

لابد من الحوار والتفاهم
ونذكر في هذا الصدد مسألة الحوار والتفاهم في هذا الموضوع لأهميتها البالغة، فيجب أن يتعود الزوجان قبل وبعد وأثناء اللقاء التكلم في هذا الموضوع، بمعنى أن يسأل كل طرف الآخر عما يسعده ويثيره، ويسأله إن كان له طلبات خاصة في هذه المسألة خاصة الزوجة التي تحتاج من الزوج أن يتفهم حالتها، حيث إن بعض النساء يتأخرن في قضاء وطرهن، ويحتاج الأمر إلى تفاهم وحوار حتى يصل الزوجان إلى الشكل والوقت المناسب لكل منهما.
أمور تقع بسبب الجهل وعدم محاولة المعرفة
كثير من أمور الليلة الأولى تحتاج للسؤال وطلب المعرفة السليمة والبعض يلجأ إلى وضع وسادة تحت ظهر الزوجة لتسهيل عملية الفض والجماع وهي مسألة غير طبيعية تجعل الزوجة في وضع غير طبيعي مما يجعلها تتوتر وتشعر بحدوث شيء غريب يستدعي ترتيبات خاصة.. بل إن هذا الوضع قد يسبب لها آلامًا فيزداد التوتر، ويترسخ في ذهنها، وتستدعي ذكريات الألم التي سمعتها مما قد يجعلها في رد فعل غير إرادي للمقاومة، ومن ثم تفقد التهيئة النفسية التي حدثت لها، لذا فالوضع الطبيعي التلقائي بدون تكلف يصل إلى النتيجة المرجوة.
وأيضًا هناك اعتقاد خاطئ لدى بعض الناس عن كراهة النظر إلى عضو المرأة وهذا الرأي رفضه كثير من العلماء، منهم الشيخ الغزالي -عليه رحمة الله- الذي ذكر أن حدوث العلاقة الزوجية يستدعي النظر فلا يعقل أن تتم بغيره.

إن هذه النقاط السابقة يفضل أن يتدارسها الزوجان سويًا قبل الزفاف بأسبوع أو أسبوعين ويتحاورا فيها ويتفاهما بصددها حتى يصلا إلى فهم مشترك حتى إذا أشكلت عليهما مسألة لا يتحرجا أن يسألا المتخصص حتى يصلا سويًا إلى تصور لهذه الليلة، وما يحدث فيها دون مشاكل.

أصدقاء(تطوير ويب)
تعليقات Facebook
2تعليقات Blogger

2 عدد التعليقات على موضوع ليلة الدخلة!!ليلة العمر، ليلة البناء، والليلة الموعودة

إرسال تعليق

التعليقات متاحه لمستخدمي حساب جوجل فقط.ولاضافة كود: أستعن بهذه الأداة السريعة Encode/HTML .