وائل غنيم من منا لم يعرف قصة نضاله من اجل الوطن

وراء الأحداث دائما قصص تروى للأجيال، ونحن هذه الأيام نشهد هذا الأمر مصور مسموعا يكتب تفاصيله التاريخ بماء الذهب، وفي غمرة هذه التفاصيل، تُذكر أسماء بالخير، وترمى أخرى في مزبلة التاريخ! لا نخوض في القمامات وما حوتها، ولكن من كان رمزا للفداء والوطنيّة حقّ عليه أن يكون بطلا لمقالة اليوم.
وائل غنيم شاب مصري كان ميلاده بداية حكم الرئيس مبارك منذ ثلاثنين عاما، ليشبّ بعد ذلك نشيطا متّقدا حيويّة وعلما وذكاء، فارتقى في درجات العلم بباكلوريوس (ليسانس) في هندسة الحاسوب، ثم الماجستير من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في إدارة الأعمال، بعدها اتخذ سبيله في الحياة في الإشراف على مشاريع إنترنت  مختلفة تارة وتقديم الاستشارة في غيرها تارة أخرى، إلى أن انضم لفريق عمل غوغل في دبي برتبة مدير إقليمي لتسويق منتجاتها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فكانت له أيادي بيضاء على المحتوى العربي في الأنترنت ولا يزال…
فكان بالإضافة لعمله الوظيفي، شابا صاحب ضمير حي، فوطنيته القويّة ساقته إلى السجن، في بدايات الثورة المصرية في ميدان التحرير يوم 25 جانفي (يناير) 2011م، بعدما كان متضامنا ميدانيا، لا خلف حاسوبه كما ألف سابقا، فسيق مغمض العينين إلى وجهة مجهولة، ليبقي أصحابه القدامى، والجدد، ممن يعرفه معرفة شخصية أو سطحية، أو لم يسمع به أصلا من قبل، كل هؤلاء أحبّوه وتضامنوا معه أيما تضامن، وكأن ابنا أو أخا لهم قد مسّه مكروه، حتى عني شخصيا سألت نفسي لماذا وائل فقط؟ وليس كل الشباب الآخرين الذين اعتقلوا وهم بالعشرات إن لم أقل المئات؟!
وائل لم يكن كغيره من الشباب مع احترامي الكامل لكل مسجون مظلوم، فالله نصيرهم، وائل ذلك الشاب الذكي، المثقف، المتعلّم، الوطنيّ، قيل عنه الكثير خلال سجنه، بحثت عن تفاصيل حياته، فتيقّنت أني أمام شخص رمى الله حبه في قلوب الناس، خرج من السجن فتسابقت القنوات الفضائية للظفر بلقاء معه، حتى تم ذلك على قناة دريم مع الإعلامية منى الشاذلي وبرنامجها العاشرة مساء، فكان حوارا قيّما بكى في آخره بحرقة على وطنه، بكى فأعاد هيبة المصريين جميعا، وعلّمهم معنى أن يبكي شخص حبا لوطنه حقا، بكى وأنهى الحصة رغما عن أنف المخرج الذي عهد أن يفعل ذلك هو!
بعدها كان وائل في ميدان التحرير فألقى خطابا بنكهة العائد من المعركة منتصرا، كيف لا وهو الذي أقام مصر كلّها والجزيرة وغوغل ولم يقعدهم بحثا عنه، كذلك أصدقاؤه في تويتر وفيسبوك، رحّب به الأحرار في الميدان، فيما طردوا غيره ممن باع ذمّته، فالآلاف من الشباب في ميدان التحرير نادى به ناطقا رسميا باسمه، ليرفع شعاراتهم الشرعية القويّة، ولازال التأييد متواصلا عبر صفحة الفيسبوك، فأنعم به من مقام رفعوك إليه وائل، صن رسالة الوطن، وادع الله القبول والتوفيق.
أمثال وائل موجودون في بقاع العالم العربي، شباب تحرّروا من المفاهيم والمعتقدات السابقة التي طالت ما سمّي بـ”شباب النت”، أو “أطفال الفيسبوك” حيث كان هؤلاء لوقت قريب مدعاة للشفقة من المجتمعات، حتى غيّر وائل وأمثاله تلك الانطباعات السائدة، وبرهن أن الشباب طاقة الوطن، وقوة تمكينه، ليس الغاز ولا النفط، فطوبى لأمة بادرت للاستثمار في أبنائها، وعملت بمنطق: (بيت الرجال ولا بيت المال) كما يقول المثل الجزائري، فالبيت هنا هو الوطن مجازا، ولا وطن دون سواعد أبنائه وشبابه.
أختم بما عنونت المقالة فأقول لك وائل: “إذا حبّوك ارتاح” بالجزائرية، بمعنى إذا أحبّك أحباؤك فكن مطمئنّا، فقد صرت ظاهرة عالمية ورمزا صامدا من رموز الثورة المصرية، الذين سيخلّهم التاريخ، كأخيك محمد البوعزيزي التونسي، فواصل المسيرة، وكن رجل مصر المنتظر مع رجالها من أمثالك، كن لهم رائدا كريادتك في غوغل، فنجاح العملاق غوغل لا ينكره أحد، وما أجمل أن تنحج وظيفيا واجتماعيا!
أصدقاء(تطوير ويب)
تعليقات Facebook
2تعليقات Blogger

2 عدد التعليقات على موضوع وائل غنيم من منا لم يعرف قصة نضاله من اجل الوطن

غير معرف يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
غير معرف يقول...

تجربة نظام التعليقات الجديده ارجوووووووووو عدم الرد

إرسال تعليق

التعليقات متاحه لمستخدمي حساب جوجل فقط.ولاضافة كود: أستعن بهذه الأداة السريعة Encode/HTML .